إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فسادَ الرأي أن تترددا
أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ *** ربداءُ تجفُلُ من صفير الصافرِ
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ *** قد ضل من كانت العميان تهديهِ
إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
أوردها سعدٌ وسعد مشتملْ *** ما هكذا يا سعدُ تُورَد الإبلْ
- بأبهِ اقتدى عدىٌ بالكرمْ *** ومن يشابهْ أبَه فما ظلمْ
- بالملح نُصلح ما نخشى تغيرهُ *** فكيف بالملح إن حلت به الغِيَرُ
- ترجوا النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبسِ
- رضيتُ ببعض الذل خوف جميعه ***كذلك بعضُ الشر أهونُ من بعضِ
- ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ
- ستذكرني إذا جربت غيري *** وتعلم أنني نعم الصديقُ
- شكوتُ وما الشكوى لمثليَ عادة *** ولكن تفيضُ العينُ عند امتلائها
- فلو لبس الحمارُ ثياب خزٍ *** لقال الناس يالك من حمارِ
- فإن يكُ صدرُ هذا اليومِ ولى *** فإن غداً لناظره قريبُ
- - قد تُنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ *** وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَمِ
- كالعيسِ في البيداء يقتُلُها الظما ***والماءُ فوق ظهورِها محمولُ
- كل المصائب قد تمر على الفتى *** فتهون غيرَ شماتةِ الأعداء
- ليس الغبيّ بسيدٍ في قومه *** لكنَّ سيدَ قومه المتغابيْ
- وإن عناءً أن تُفَهِّم جاهلاً *** فيحسب جهلاً أنه منك أعلمُ
- متى يبلغ البنيانُ يوماً تمامَه *** إذا كنتَ تبنيهِ وغيرُك يهدمُ
- ما حكَّ جلدك مثلُ ظفركْ *** فتولَّ أنت جميعَ أمرِكْ
- المستجيرُ بعمروٍ عند كربته *** كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ
- من يهن يسهلُ الهوانُ عليهِ *** ما لُجرحٍ بميتٍ إيلامُ
- يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
- كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها *** فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُ
- يبقى الثناءُ وتذهبُ الأموالُ *** ولكل دهرٍ دولةٌ ورجالُ
- يريك البشاشة عند اللقــا *** ويبريك في السر بري القلمْ
- يريد المرءُ أن يُعطى مُناه *** ويأبى اللهُ إلا ما يشاءُ
- يُقضى على المرء في أيام محنتهِ *** حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ